عام 2021 ، فشلاً اقتصاديا وحكومياً .. وريعية بلا ضجيج
د. عدنان بهية في 26 ت2 2021
المصدر \ البيانات المالية لموازنات الدولة العراقية للسنوات الخمسة الماضية
أطلقت الحكومة الحالية في بداية تشكيلها ما سميت بالورقة البيضاء الإصلاحية، التي اكدت على ضرورة تعظيم الايرادات غير النفطية مقابل الايرادات النفطية للخروج تدريجيا من الاقتصاد الريعي وشفاء من المرض الهولندي الذي ضرب الاقتصاد بقوة من خلال الإعتماد على النفط بنسبة 93%.
الا ان ما تحقق فعليا في سنة 2021، والتي لم يبقى منها إلا القليل يعتبر الأسوء مقارنة بالسنوات الخمسة الماضية حيث بلغت نسبة مساهمة الايرادات غير النفطية بحدود 7% من مجمل الإيرادات ( 5،1 ترليون د.ع لغاية شهر ايلول 2021 فقط )، وهي النسبة الاقل على امتداد السنوات الخمس الماضية.
بلغت اعلى مساهمة للايرادات غير النفطية سنة 2016 اذ بلغت 17.53% من مجمل الايرادات اما اعلى الايرادات فتحققت سنة 2017 و التي بلغت لغاية ايلول 2017 ما قيمته 8.4 ترليون دينار عراقي.
هذه السنة تراجعت الضرائب على الدخول والثروات التي تمثل النسبة الاكبر من الايرادات غير النفطية من 3.3 ترليون د.ع لغاية ايلول 2017 الى 1.24 ترليون د.ع لغاية ايلول 2021 . تراجعت الضرائب السلعية ورسوم الانتاج من 1.66 ترليون د.ع في ايلول 2018 الى 0.81 ترليون د. ع لغاية ايلول 2021 .
اما الايرادات للصناعات التحويلية فتراجعت من 2.16 ترليون د.ع في ايلول 2016 الى 1.33 ترليون د.ع لغاية ايلول 2021 . وفي نفس الفترة إنخفضت حصة الموازنة من إيرادات القطاع العام الى 191 مليار د.ع في ايلول 2021 ، بعد ان كانت 712 مليار د. ع في ايلول 2020 .
وفقاً للحكومة كان من المتوقع ارتفاع الايرادات غير النفطية لأسباب تتعلق بزيادة السيطرة على المنافذ الحدودية و المطارات والتشديد على استحصال الاموال بالإضافة الى ان تغيير سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار كون ان نسبة عالية من تقييم الايرادات يعتمد على القيمة بالدولار، الا ان كل هذه العوامل لم تتحقق وبالتالي ادى الى تراجع كبير في الايرادات غير النفطية والعودة الى الاقتصاد الريعي الذي كان احد اكبر الاسباب التي ادت الى شلل الاقتصاد العراقي خلال ازمة كورونا .
لولا ارتفاع اسعار النفط خلال هذه السنة لكان وضع الاقتصاد اسوء بكثير من الوضع الذي مر عليه سنة 2020 ، ومن الواضح ان الاصلاحات الاقتصادية لم تتقدم بالشكل الذي يتناسب مع حاجة البلد لتقليل الاعتماد على النفط ، فأي إقتصاد شعاره الإستدانة و الإقتراض عندما تنخفض أسعار النفط، وينقلب إلى الهدر والترهل الحكومي في حال تحسن أسعار النفط ، أما التنمية فلا من أحد يذكرها.
منقول #منار_العبيدي